هل سبق لك أن فتحت كتابًا قديمًا وشعرت بسعادة غريبة من رائحته؟ تلك الرائحة الخاصة التي تجمع بين الغبار والورق والزمن، تشعرنا بالحنين والراحة. فما السر وراء هذا الانجذاب؟

الرائحة المميزة للكتب القديمة ناتجة عن تحلل المركّبات العضوية في الورق مع مرور الوقت. مع كل سنة، تتفاعل مكونات الورق — مثل السليلوز واللجنين — وتُطلق مركبات كيميائية، منها “الفانيلين” و”البنزالديهايد”، وهي نفس الروائح التي نجدها في الفانيلا واللوز!

لكن الجاذبية لا تكمن في الكيمياء فقط، بل في الذكريات أيضًا. الكتب القديمة ترتبط بالطفولة، أو بمكتبة مدرسية، أو حتى ببيت الجدّة. إنها تحمل شيئًا من الحنين للماضي، وتشعرنا بالدفء والانتماء.

رائحة الكتب تُحفّز منطقة في الدماغ تُسمى “قرن آمون”، وهي مرتبطة بالذاكرة والعاطفة. لذلك، عندما نشم هذه الرائحة، تنتقل بنا الذاكرة إلى لحظات هادئة أو مؤثرة.

حتى في عصر الشاشات والكتب الإلكترونية، يظل لورق الكتب القديمة سحر لا يُقاوم… كأن كل صفحة تحمل قصتين: قصة مكتوبة، وقصة مشمومة.